لم تقم "روتانا" بطرح الألبوم الأصلي في الأسواق إلا الأربعاء، بعد أربعة أيام من تسريب الألبوم، برغم أن الألبوم المسروق كان بجودة صوت عالية جدا كما أن البوستر ذاته تم تسريبه، مما يعني أن الماستر الأصلي هو المسروق، وكان من المفروض أن تسارع الشركة بطرح الألبوم فور تسريبه حتى لا تعطي الفرصة لقراصنة الكاسيت في الضحك على الجمهور وطبع آلاف النسخ المزورة..
المشكلة الآن ليست مبيعات ألبوم "عمرو دياب"، لأن الإقبال على شراء الألبوم الأصلي كبير أصلا، ولن تتأثر المبيعات كثيرا لأن نجما بحجم "عمرو دياب" له جمهوره الحريص على شراء الألبوم ودعم مطربهم المفضل، حتى إن أعضاء منتدى موقع عالم "عمرو دياب" –الموقع الرسمي لـ"عمرو"– تكاتفوا لدعم نجمهم وقرروا شراء الألبوم فور طرحه في الأسواق، رغم أنهم جميعا قاموا بتحميل الألبوم المسروق وسمعوه وناقشوه أيضا..
اقرأ معي ما كتبوه:
"دور كل واحد فينا واللي لازم يتعمل في الفترة الجاية.. شراء الألبوم نتيجة طبيعية لجهد الراجل طول السنة وحبك لألبومه.. احنا مش نسمع الألبوم من على النت ونقول شكرا وننقد وخلاص.. لازم نجيب ألبومه.. ده حقه علينا.. وأقل كلمة شكر ممكن تتقدم له هي شراء الألبوم"..
جمهور "عمرو دياب" وإن كان سعيدا بسماع الألبوم مبكرا، فإنه بالطبع لا يرضى بما وقع في حق نجمه المفضل.. تسريب الألبوم الماستر قبل موعده يضع "روتانا" في خانة الاتهام رقم واحد، فالكل يعلم أن النسخة الماستر لا يملكها سوى "عمرو دياب" نفسه والشركة المنتجة، وبما أن "عمرو" نفسه يفرض إجراءات مشددة من حوله بدليل عدم تسرب أي من أغاني الألبوم طوال فترة تسجيله لها، بما يعني أن التسريب جاء من "روتانا" ذاتها.
وتعالت أصوات كثيرة تتهم "روتانا" نفسها بأنها أرادت أن تنتقم من "عمرو دياب" بسبب عدم استمراره معها بعد الألبوم وتوقيعه لشركة أخرى، ولكن هل تنتقم "روتانا" من نفسها وتضر بمكاسبها ومصلحتها كما أنها قامت بإصدار بيان يبدو غريباً وجديداً في الصحف المصرية وكأنها تنفي ما اتهمت به؟؟
وإذا كان تسرب ألبوم "عمرو دياب" قد أثار كل هذه الضجة، حتى وإن كانت هذه المشكلة قد واجهته من قبل خاصة مع ألبومه السابق "كمل كلامك" ولم تؤثر عليه كثيرا، فإن المشكلة تصبح كارثة مع نجوم آخرين ليس لهم اسم "عمرو دياب" وجماهيريته الغفيرة..
فعلى المنتديات ومواقع الإنترنت تنتشر وصلات تحميل كل الألبومات الجديدة، "نانسي عجرم" و"أنغام" و"هاني شاكر" وغيرهم.. فإذا كانت جماهيرية "دياب" تضمن له تحقيق المبيعات المرجوة، فليس لباقي المطربين ذات الشعبية، وبذلك فإن سرقة أو تسرب الألبوم على الإنترنت يهدد مبيعاتهم تماما.
سرقة الأعمال الفنية مشكلة لا يعاني منها عالمنا العربي فحسب، لكنها كارثة عالمية تهدد سوق الكاسيت، وتمتد إلى الأفلام السينمائية وبرامج الكمبيوتر وكل شيء آخر، مسببة خسائر فادحة تقدر بملايين الجنيهات والدولارات للشركات.. لكن تظل الكارثة الأكبر هي سرقة العمل الفني قبل نزوله إلى الجمهور وبدء جني الأرباح للمالك الأصلي، مثلما حدث مع ألبوم "عمرو دياب" الجديد، الذي تمت سرقته غالبا من قبل أشخاص داخل الشركة المنتجة، الأمر الذي يستوجب فتح تحقيق عاجل لكشف المسئول عن تسرب الألبوم قبل موعده.
ويبقى سؤال أخير..